أحمد نجيب الشابي: بورڤيبة صنع الدولة والديكتاتورية معا!
استعرض المحامي والسياسي أحمد نجيب الشابي، خلال استضافته في برنامج "بورتريه باي موزاييك أف أم" اليوم 10 جانفي 2021، مسيرته النضالية السياسية التي تمتد على أكثر من 45 سنة وما تخللتها من اعتقالات بسبب معارضته للنظام البورقيبي.
يقول الشابي، إنّ التسيّس كان قدره ولم يكن اختياره لأنّه ولد في مناخ سياسي، فهو ينحدر من عائلة لعبت دورا مهما في الحركة الوطنية، إذ أنّ والده المحامي كان من مؤيدي صالح بن يوسف خصم الرئيس السابق الحبيب بورقيبة.
وعندما كان في العشرينات من عمره، انخرط أحمد نجيب الشابي في العمل السياسي، ليبدأ خوض مغامرات مع الاعتقالات والملاحقات الأمنية، وعندما تمّ إيقافه، أوّل مرّة، اضطر إلى الهروب للجزائر بعد أن وجد نفسه محكوم بـ 11 سنة سجنا.
''وقت كان عمري 30 سنة كان محكوم عليّا بـ 32 سنة سجنا.. لميت سنوات سجن قبل ما نوصلهم في العمر"، يقول أحمد نجيب الشابي.
ثمّ سافر أحمد نجيب الشابي إلى فرنسا لدراسة الطب، لكنّ بعد سنتين قرّر العودة إلى تونس أين درس القانون، لكن نشاطه السياسي عرقل بشكل كبير مسار دراسته.
يسترجع الشابي ذكرياته عندما كان طالبا، مبيّنا أنّ الحريات في تلك الفترة كانت مصادرة بشكل مطلق، ويشير في هذا السياق إلى تعرض أحد الطلاب إلى الاعتقال بسبب مشاركته في مظاهرة ومحاكمته بعشرين سنة مع الأشغال الشاقة.
وتحدّث ضيفنا عن الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، فيقول إنّه لم يفهم الشباب وبنى قطيعة معهم وهو ما عجّل بنهايته، كما أنّه كان يؤمن بنفسه ويعتقد أنّ الشعب التونسي ليس ناضجا للديمقراطية.
وأضاف محدّّثنا أنّ بورقيبة نجح في بناء الدولة التونسية والتشييد والإعمار وتحرير المرأة وصنع تونس التي نعتز بها الآن، لكنّه هو الذي صنع الديكتاتورية، مشيرا إلى أنّ بورقيبة أراد التخلص من الإسلاميين من خلال محاكمة كبرى وإصدار أحكام بالإعدام في حقّ قياداتها، لكنّ المعارضة التونسية، التي كان الشابي ضمنها، أصدرت بيانا مشتركا رفضت من خلاله "المنحى القمعي الدموي الذي اختاره بورقيبة عام 1987".
لكن يقول الشابي إنّه حدث، فيما بعد، ما كان يخشاه، حيث تبيّن أنّ الإسلاميين كانوا يستعدون إلى ممارسة العنف، بما في ذلك التفجيرات التي وقعت في سوسة وفي المنستير ومهاجمة مراكز الشرطة.
ويلخص الشابي فترة شبابه، في عهد بورقيبة، في عامين سجن و7 سنوات في المهجر قصرا و3 سنوات في السرية، ورغم ذلك يقول إنّه عندما توفي انحنى أمام جثمانه.
وتحدّث الشابي عن "تحوّل 7 نوفمبر" الذي خلق انفراجا كبيرا، وفق تعبيره، وما تضمنه بيان 7 نوفمبر من وعود الإصلاح، لكن بعد سنتين عادت البلاد إلى المنظومة القديمة.
وفي سياق آخر، يؤكد أحمد نجيب الشابي انتمائه إلى عائلة أبو القاسم الشابي، فهو من فرع من فروع العائلة الموجودة في قرية توزر الشابية، ويقول: "الوالد هو اللي روّح بجثمان أبو القاسم الشابي من أريانة وين كان يسكن، لأنّه كان قريب منه".